Back to all Post

حوار مع الفنان البصري سليمان منصور

قرأت بأنك كنت ترسم البورتريهات منذ أن كنت صغيراً، وأن البورتريه الذي رسمته لجدك رسمته وأنت ما زلت في ال-16. هل كانت الظروف مواتية منذ ان كنت صغيراً لتخوض عالم الفن؟ او “هل عرفت بأنك ستكون رساماً” كما يسألون الفنان عادةً؟
توفي والدي ونحن ما زلنا أطفالاً صغار، فانتقلت امي التي كانت خياطة للعمل في مستشفى اوغستا فيكتوريا بالقدس. استأجرنا بيت في الرام وعشنا هناك. في تلك الفترة بدأت اتعلم في مدرسة داخلية في بيت لحم. استاذ الرسم الالماني فليكس تايس كان اول أستاذ درسني بشكل جدي. قبله كان اساتذة الرسم يطلبون منا رسم تفاحة او أمور من هذا النوع. أما هو فبالاضافة الى كونه مدير القسم الداخلي فقد كان فناناً- وأخيه كان فناناُ معروفاً في ألمانيا- وافتتح لنا عدة نوادي- نادي قراءة، نادي موسيقى، نادي فن تشكيلي، نحت، خشب او خزف والخ. أنا انضممت طبعاً لنادي الرسم خاصة وأنني كنت ارسم من قبل. منذ أن كنت طفلاً كل وقت فراغي كنت أقضيه بالرسم. في عام 62 او 63، عندما كان عمري 14 عام تقريباً، شجعني على الرسم أكثر بأنني شاركت في مسابقة نظمتها الامم المتحدة لأطفال العالم، وبعد أن تقدمت بلوحة غواش، حصلت على الجائزة الاولى ونشرت اللوحة على غلاف مجلة كما منحوني جائزة بقيمة 200 دولار وال-200 دولار في حينه كانت تشتري المنارة!.
وكيف حصل بأنك تعلمت في “بتسلئيل” وفي عام 67 بالذات؟
كان من المفترض أن اسافر للدراسة في أمريكا، وتم قبولي لمعهد شيكاغو للفن، وتجهزت للسفر لكن الحرب اندلعت حينها. اخوتي خافوا من سفري خاصة بأنه كان لدينا اراضي واملاك في بير زيت خفنا بأن يضع اليهود أيديهم عليها. كنت أنا الصغير بين الأولاد، هناك اخوين واخت أكبر مني واختين أصغر مني. لم يكن هناك عرب في دفعتي ما عدا اثنان- خليل ريان من طمره وياني دميانوس من كفر كنا. الطرق كانت مفتوحة، والجو العام في اسرائيل لم يكن فاشياً مثل اليوم. الناس لم تستوعب بعد بأن الارض المحتلة محتلة وكان الانطباع العام بأنهم سيخرجون منها بعد عام أو عامين. بطبيعة الحال، الناس في كلية الفنون كانوا يساريين أكثر لهذا لم أكن أشعر بأنني في منطقة معادية بل كانت لي علاقات وصداقات مع الطلاب ولو أنني لم أتحدث العبرية- فقط الانجليزية. بدأت الامور تتغير او انني بدأت استكشف الامور من خلال محادثاتي مع زملائي في الدراسة. مرة تحدثت مع صديق، كان نحاتاً يهودياً، بالسياسة والتاريخ فادعى بأن الله أعطى الأرض لابراهيم فناقشته بذلك. في اليوم التالي استدعتني المخابرات للتحقيق وسألتني عن نفس الموضوع. في مرة أخرى عندما دب حرق في المكتبة فشعرت بأن كل الطلاب والاساتذة ينظرون الي بريبة وكأنني من وراء هذا “العمل التخريبي”. وقد اكتشفوا فيما بعد بأن السبب كان تماس كهربائي ولكن شيئاً ما انكسر بداخلي ولم أعد أشعر براحة في المعهد. عندها بدأت أفكر أيضاً ما حاجتي لشهادتهم فهي غير معترف بها بالعالم العربي. عندما طالبوني بسد دين عن سنوات سابقة قبل ان انتقل للسنة الرابعة، تركت ولم أكمل التعليم- ولم أدفع لهم الدين!.
وهل كنت ناشط سياسياً في تلك الفترة؟
كنت مطلع سياسياً ومغرم بعبد الناصر حتى أنني سجنت مرة في الأردن بعد أن رسمته. أمسكوا بي وقضيت ليلة في القشلة بباب الخليل. كانت جريمة نكراء ان تحمل صورة عبد الناصر في ذلك الحين. بالصدفة، اتضح ان مدير القشلة كان يعرف والدي حيث عمل كلاهما يعملان مع الانجليز فعفى عني وأطلق سراحي متمنياً بألا يرى وجهي مرة أخرى.

Copyright International Art Colony © 2016-2024. All Rights Reserved

A Project By InterKulti Association For The Promotion Of Intercultural Dialogue

Privacy Policy / Terms of Use / Contact Us