أجرته: نسرين عوّاد
مواليد أم الفحم- فلسطين 1976
لنبدأ من النشأة حيث ولدت لعائلة فلسطينية بسيطة بين سبعة من الاخوة والاخوات كيف نشأت موهبتك الفنية؟
منذ طفولتي عرفت بالمحيط العائلي باتقاني للاشغال اليدوية، حيث كنت وجهة معظم افراد العائلة لتصميم احتياجاتهم من الأشغال اليدوية، وكوني بنت الريف ونشأت في الطبيعة بين الجبال والاشجار عزز لدي مهارتي في تصميم وإتقان الأشغال اليدوية.
أول مرة بدات افكر بها بدراسة الفنون جاءت عندما كنت على علاقة حب مع زوجي أحمد،حيث كان أول من اقترح علي في احدى الممرات وانا في الصف الثاني عشر، بدراستي للفنون البصرية فهو يراني في هذا المجال ما فآجئني بشدة آنذاك.
وفعلاُ أخذت بإقتراحه وقمت بالإلتحاق في دورة في مجال الفنون أعلن عنها في مدينة ام الفحم في لمدة سنتين مع مجموعة من النساء، حيث تهدف أكثر إلى صقل التذوق الفني خاصة لدى المشاركين خاصة أنني لم أكن يوماً قدر زرت معرضاً او متحفاً، حتى في المدرسة لم نكن نحظى بفرصة دراسة الفنون كما يجب.
واول ما التحقت في هذه الورشة احببت جداً المسار ، وهو ما دفعني لاتخاذ القرار مباشرة بعد السنتين بأكمال دراستي الاكاديمية والجامعية في الفنون، وفعلا التحقت في عام 1998 في احدى كليات الفنون الاسرائيلية في حيفا.
ما هو السؤال العالق بذهنك حتى اللحظة من مقابلة لجنة التحكيم في الجامعة؟
أنا لا أتذكر كل الاسئلة ولكن أذكر انهم وجهوا لي سؤالاً حول سبب قراري بدراسة الفنون، كما اعجبوا باعمالي السابقة المرفقة بسيرتي الذاتية، واذكر انهم سألوني عن منحوتة كبيرة كنت قد صممتها في حديقة بيت اهلي.
ايضا وجه لي سؤال لم أفهم معناه إلا لاحقاً حول موقف عائلتي كفتاة عربية من دراستي للفنون الجمية، ففي البداية لم افهم مغزى السؤال واجب بسذاجة بأنهم سعداء، ولكن لاحقا فهمت السؤال بشكل مختلف، فأنا من قرية محافظة اضافة الى المساقات المختلفة التي درسناها حول فلسفة الجسد ومدة صعوبة تخيل فتاة من قرية عربية محافظة تتعرض لهذا النوع من المعارف.
كيف تقيمين فترة دراستك الجامعية ومدى تمكنك فيها من الادوات الفنية؟
أعتقد بان دراستي في الجامعة كانت ايجابية على مختلف الأصعدة، بالرغم من التحديات العديدة التي تعرضت لها كتحدي الدراسة باللغة العبرية، وضرورة صقل مصطلحات الفن البصري بالعبرية، أضافة الى احساسي بالفرق بالمستوى الفني بيني وبين بقية الطلاب الذين سبقوني بالتعرض في حياتهم المبكرة للفنون البصرية، الا انني نظرت للموضوع بطريقة ايجابية، واخذته كعامل محفز للتحدي وليس العكس.
هلا حدثتنا عن أول مشروع فني لك في الجامعة؟
أول مشروع أنجزته في الجامعة كان عبارة عن عمل فني توضيحي ، تحديداً في عام 2000 وهو عبارة عن شجرة طبيعية موجودة في الفراغ، والارضية سيراميك، وخلفها جدار جهته الداخلية بلوك رمادي أما الجهة الخارجية للجدار كانت مبلطة بالسيراميك، والمتلقي أو المشاهد للعمل لا بد أن يكون متفاعلا فمن يريد أن يرى الشجرة فلا بد له من أن يدور حول الجدار.
هذا المشروع هو شخصي بحت ومرتبط بمرحلة طفولتي، خاصة أن دراستي للفنون بدأت تأخذني الى مناطق خاصة ولا واعية من طفولتي ونشأت، ففي صف ثالث ابتدائي كنت طفلة جدا منطوية ولم اكن العب مع اقراني، وكل يوم في الاستراحة أجلس بجانب شجرة في ساحة المدرسة اسميتها “فيل” اتحدث معها واطعمها من طعامي.
Manal Mahamid working at the International Art Colony, xummer fo 2018. Photography by Amir A. Abdi.
بالرغم من ان هذا المشروع هو شخصي إلا أن الشجرة التي استخدمتيها كوسيط في هذا العمل لها حكاية أخرى مما جعل بعداً آخر للعمل .. ما هي قصة الشجرة؟
عندما بدأت بالتفكير من اين يمكن أن احصل على شجرة طبيعية، نصحني استاذي بالتواصل مع دائرة اراضي اسرائيلفهم الجهة المسؤولة عن اعمال البناء والتخطيط، ونظراً لذلططط يلجأون الى قطع بعض الاشجار وفعلا توجهت اليهم في الميدان، وطلبوا مني اختيار الشجرة التي اريد، ليقع اختياري على شجرة بلوط.
بدأت بالعمل على المشروع اصناء ذلك زارني أحد أساتذتي وسألني عن مصدر الشجرة؟ فاخبرته أنها من دائرة اراضي اسرائيل، فاستغرب جدا في حينه من مفهومي وعلاقتي كفلسطينية مع هذه الجهة الرسمية الاسرائيلية فهي الجهة التي التي هجرت فلسطينين من اراضيهم واقتلعت اشجار اصلية من مكانها وغيرت ملامح البيئة والطبيعة.
اذكر في حينه ان كل الاساتذة والطلاب الذين تواجدوا اثناء عرض مشروعي الفني تمحور وتركز حديهم حول سلطة الاراضي الاسرائيلية، وعلاقتها بمنال العربية الفلسطينية، وبالرغم من اصراري انه وبغض النظر عن كل هذا الحوار فإنه لن ينفي وجودي وقصتي الخاصة .
هل تذكرين مشروع تخرجك من كلية الفنون في حيفا عام 2002؟
ولماذا تميلين الى التركيب وتتجهين نحو المواد الصلبة والقاسية التي أبتعدت عنها معظم الفنانات البصريات آنذاك؟
مشروع تخرجي كان عبارة عن عمل فني تركيبي وهو بناء حلبة مصارعة وفيديو آرت، أما بالنسبة للمواد الخام في أعمالي فأنا مؤمنة بأن أي عمل فني سيصل الى المتلقي بمقدر صدقي وحبي له بالرغم من أنني عندما قمت بعرض هذا العمل اثناء مشاركتي في مسابقة الفنان الشاب لمؤسسة عبد المحسن القطان اصبت بالخيبة والحزن فالكثير من الجمهور تساءلوا عن الفن في عملي؟ كما انني اضطررت للشرح والتفسير كثيراً عن العمل وفكرته.
أما الفيديو آرت فقد اسميته بعنوان “هبيل وقبيل” و كنت أتناول فيه موضوع صراع ذاتي بحت وخاص بينك وبين نفسك، وأذكر في حينه أن استاذ كمال بلاطة أحد أعضاء لجنة تحكيم المسابقة كان قد سألني كثيرا حول النص المرافق للعمل كونه أعجب به كثيرا، ورغم ذلك فكل ما كنت أسعى لقوله بان الفن البصري ليس فقط لوحة.
كيف تقيمين تجربتك بالمشاركة في مسابقة عبد المحسن القطان خاصة بأنك كنت ضمن الخمسة الذين حصلوا على جوائز نقدية؟
مشاركتي في المسابقة ساعدني بالتعرف عن قرب على الحراك الفني والاسماء الفنية في الضفة والقطاع، كما ان هذه التجربة جعلتني معروفة اكثر بين وسط الفنانين البصريين من أبناء جيلي، وهي فعلا مرحلة حاسمة كوني تعرفت فيها على الفنان خالد حوراني الذي دعاني للمشاركة في الكثير من الفعاليات الفنية البصرية المختلفة.
بما أن مدرستك في الفنون البصرية هي التركبية بشكل اساسي ما هي العلاقة التي تبنيها نال مع العمل الفني؟
مرحلة انتاجي وعملي على العمل الفني هي المرحلة التي احبها وهي المرحلة التي تحمل لي المتعة القسوى، فانا من الفنانين الذين يتجنبون رؤية اعمالهم الفنية وتاملها بعد الانتهاء منه، فعلاقتي مع أعمالي تشبه الحكمة التي تقول بان الطريق الى البيت اجمل من البيت.
إلا أن ذلك لا ينفي أبداً امكانية عودتي بعد سنوات الى بعض الأعمال التي انجرتها، فالتغيرات والتنوير والوعي يحفزني احيانا لاعادة النظر فيها من زاوية مختلفة.
في اعمالك الفنية هل يشغلك الوسيط والمادة الخام أم الفكرة والمضمون؟
أركز في اعمالي الفنية عادة على كلا الجانبين الالية والفكرة واعطيهما الوقت والاهتمام المناسبين
ما هي علاقتك بالوسيط الخام تحديدا الفيديو آرت؟
أنا شخصياً أجد ان الفيديو آرت كوسيط فني أكثر قرباً لي من اللوحة، تحديدا عند اضافة وسيط الصوت الذي يعطي بعدا سينمائياً للعمل الفني وهو ما يجعل العمل أكثر قربا وتأثيرا من وجهة نظري.
متى كان أول معرض فردي لك؟
أول معرض فردي لي حمل اسم “أنا من هنا” وثمت بانجازه في عام 2000، وهو عبارة عن بيوت من الزجاج قمت بصناعتها وتصميمها، تتكون من زجاج ملون تم قصه ولحمه مع بعضه البعض لتشبه هذه الالية التقنية وآلية العرض التي تستخدم في الكنائس، حيث صنعت بيوت زجاجية باحجام مختلفة وقمت بعرضها في الفراغ، كما تضمن المشروع انتاج صور فوتوغرافية.
اما فكرة معرض “انا من هنا” فتتحدث عن الوجود الفلسطيني الهش في الداخل المحتل، وهذه الهشاشة بسبب خيباته السياسية الفصائلية والمجتمعية.
خلال مسيرتك بمن أعجبت من الفنانين سواء محلياً أو عربيا أو عالمياً؟
اعجبت بالكثير من الاعمال الفنية، فأنا ممن يعجبون بالأعمال وليس بالفنان بمعنى لا يوجد فنان اعجب به وباعماله طوال الوقت.
عالميا أحببت جدا اعمال الفنان “ريتشارد سيرا” تحديداً بما تحمله هذه الأعمال من قوة بحضورها بالفراغ، حيث يعمل الفنان على اعجب بأعمالتركيب التجريدي، فاعماله الضخمة تريك صغر حجمك معنويا وجسديا،انا اعشق احساس الاعمال الضخمة.
كما أنني معجبة بأعمال الفنان “اندي هول” من ناحية البوب آرت وقدرته على استقطاب الفنانين السينمائيين اتجاه الفنون البصرية، وحالة التحشيد الاعلامي والجماهيري التي يمارسها باتجاه الفنون البصرية وهو ما يدل على ذكاءه الشديد.
في مسيرتك الفنية كيف واجهتِ السؤال الدائم عن سبب اهتمامك بالفن التركيبي وضرورة تركيزك على اللوحة؟
اذكر انه في مدينة رام الله قبل فترة وأثناء مشاركتي في افتتاح معرض فني توجه لي احد مقتني الأعمال الفنية بسؤال عن طبيعة الفن الذي انتجه؛ فبدات أشرح له عن اعمالي في التركيب والبناء والفوتوغراف فبدأت صديقتي بلكزي في يدي في محاولة منها لتنبهي بضرورة الحديث اكثر عن أعمالي الفنية في مجال اللوحة التشكيلية.
وفعليا رفضت ذلك واصريت على أن اعبر بصراحة عن طبيعة مدرستي الفنية، فعليا لو كنت مقتني اعمال سأكون أكثر حرصاً على الجلوس مع الفنان والتعرف عليه قبل شراء اعماله.
كيف تنظرين الى موضوع اقتناء الاعمال الفنية وشرائها ودورها في تقييم الفنان؟
اليوم على الصعيد العالمي تختلف النظرة لك اذا كانت اعمالك ضمن مقتنيات متحف أو حتى مقتنين، لكن انا للاسف ساذجة في هذا الموضوع؛ فمثلا هناك الكثير من الفنانين الذين لم تشترى اعمالهم ولم تقتنى هل هذا يعني بانهم غير ناجحين؟ طبعا لا ففعليا هناك العديد من الظروف التي تساعد الفنان غير مستواه الفني على بيع اعماله كالحظ والعلاقات وغيرها من المعايير البعيدة عن مستوى فنه.
ما هي الفكرة التي تؤمن بها منال اتجاه المتلقي، فهل فكرت يوما ان تكوني اكثر قربا من الجمهور بأعمال فنية وخامات أكثر قرباً من الجمهور؟
في بعض الأحيان الوم نفسي، خاصة انني درست تربية فنية فأقول ربما حان دوري بان يكون جمهور الفن غير نخبوي، حول كيفية تدريس وتعليم الفن البصري، واستضافة فنانين الى المدارس وجعل الطلاب على اطلاع بتفاصيل الاعمال الفنية كاللوحة والمنحوتة والصورة .
إلا انه وفي المقابل لو اقتصر تفكيري على هذه الفئة من الجماهير، فإنني ساخسر نفسي بالإكتفاء بانتاج اعمال فنية قريبة فقط من هذه الفئة، اعتقد أن هذه اساءة ستكون لي ولأعمالي خاصة أن الموضوع متبادل يعني الجمهور يجب أن يرتقي ويرتفع بذائقته الفنية وليس العكس.
هل تؤمن منال بفكرة جندرة الفن البصري وهل تؤمنين بفن بصري ذكوري وآخر نسوي؟
أنا لا احب تجنيس الفن، ولا اؤطر الفن بالرغم من وجود بعض التشابه في الاعمال الفنية الذكورية والاخرى النسوية، لكن اعتقد أن الاختلاف الموجود هو جميل وطبيعي، وبالرغم من اقراري بالاختلاف بين الفن البصري النسوي والآخر الذكوري الا ان هذا لا يدفعني ابدا إلى تخصيص اعمالي لمعالجة قضايا نسوية أو حتى استخدم خامات اكثر قربا للنساء .. لا اعتقد أنني يمكن أن اقوم بهذا التخصيص.
ما هي اهم الامكانيات والقدرات التي يتوجب على الفنان البصري امتلاكها لفرض تجربته على الساحة الفنية؟
أعتقد أن إحدى أهم هذه الامكانيات هو ان تكون حقيقيا فهي من اهم الادوات التي يجب امتلاكها، فهناك الكثير من الفنانين لديهم الموهبة والحرفية ولكن غير موجودين في الساحة الفنية السبب انهم لم يكونوا حقيقيين في مسيرتهم.
ما هي اكثر عبارة او كلمة تحفزك عندما تشعرين بالاحباط اتجاه مسيرتك الفنية البصرية؟
لا يوجد كلمة معينة بحد ذاتها، ولكن احيانا الحوار مع ذاتي والتاكيد لنفسي بانني أمتلك أدواتي الخاصة وهناك رسالة اريد ان اقولها من خلال اعمالي الفنية، اضافة الى استمتاعي بالعملية اكثر من المنتج كلها محفزات تساعدني على تجاوز لحظات الاحباط واليأس.
ما هو اسلوب الفني في أعمالك التركيبية؟
أعتقد انني اعتمد المدرسة الرمزية عموماً بالرغم من لجوئي الى الاسلوب الواقعي ،وحتى لو لجات الى المدرسة التجريدية فدائما ما يكون عندي ما اقوله وأعبر عنه في العمل.
وبالرغم من ان الفن البصري في بعض الفترات التاريخية مر بمرحلة اللامشاعر والاهتمام فقط بالشكل والأداة .. الا انه لاحقا جاءت المدرسة التعبيرية لتجعل من الخط المستقيم يعبر عن شيء ما، في النهاية قراءة العمل ترتبط بالمشاهد وتفاعله مع العمل وليس الفنان فقط.
كيف تعرفين ان عملك الفني قد انتهى العمل عليه؟
انا من المدرسة التي لا ترى أبداً أن أي عمل فني يمكن ان ينتهي بشكل نهائي، فالانتهاء من العمل هو آني فبعد عدة سنوات أو اشهر عندما أعيد قراءته اجد ان هناك ما يمكن اضافته على العمل، بالاضافة الى اعتمادي على حدسي للانتهاء الآني من العمل وليس الدائم.
مثلا في مشروعي البصري الأخير الذي تمحور حول الغزال الفلسطيني الكثير قال لي بانه يكفي العمل على المشروع اما أنا شخصيا فارى فيه احتمالية تطوير وإضافة.
اثناء هذا الحوار ذكرتي عدة مرات مصطلح فراغ.. ما هي رؤيتك للفراغ كجزء من أعمالك الفنية؟
اي عمل فني انت بالنهايةلن تتلقاه الا بالفراغ، حتى لو كان بالجاليري او بالفضاء العام، الا انه في النهاية عبارة عن فراغ، فالفراغ هو الذي يساعدنا بتلقي العمل وهو الذي يساعدنا على القرار حول الالية التي اريد ان اوصل بها اعمالي.
في النهاية الفراغ الذي تعرض فيه كفنان واختيارك للون وطبيعة الفراغ يعطيني كمتلقية الكثير من المضامين التي تريد ان توصلها لي.
هل شاركتي باعمال فنية خارج فلسطين، وإلى أي حدا كان مقلقاً بالنسبة لك عرض اعمالك تحت اسم فنان اسرائيلي وليس اسرائيلي؟
طبعا مهم جدا بالنسبة لي، خاصة انني احمل الجنسبة الاسرائيلية ولكنني فلسطينية! ففي أوروبا مثلا هناك لا مبالاة وعدم اهتمام في هذا الموضوع، فالمهم بالنسبة لهم هو الاوراق الرسمية،ما يدفعني احيانا لاتمنى لو انني ولدت في اروربا حينها لكان بالامكان القول أن جنسيتي فلسطينية فرنسية مثلا .. ولكن صعب وغير مقبول أن اقول ان جنسيتي فلسطينية اسرائيلية!
ما هو اقسى نقد فني قيل أو كتب بحق اعمالك ؟
عموما انا شخصياً اذا اختير عملي الفني للكتابة عنه سواء سلبيا او ايجابيا بالنسبة لي هذا بمثابة انجاز بحد ذاته، لانه يعني أن هناك ما شد هذا الكاتب والناقد للكتابة عن اعمالي الفنية، وأبدا غير مهم اذا كانت الكتابة ايجابية أو سلبية.
ما هو اكثر تعليق يستفزك حول اعمالك الفنية؟
اكثر شيء يمكن أن يستفزني أن يتدخل أحدهم في عملي ويقدم لي اقتراحات مجانية، حيث يبدا البعض بالقول: اقتراح اضافة كذا على العمل وهو شيء سهل، ما يستفزني ان هذا الاقتراح لا قيمة له فالعمل موجود ومعروض حالياً، فما فائدة تقديم اقتراحات اضافية على العمل بعد الانتهاء منه .. واثناء عرضه في الجاليري؟ فما فائدة هذه “اللو”؟هذه من اكثر التعليقات المستفزة بالنسبة لي
بالاضافة الى تدخل غير الفنانين بالفن، تحديداً من المثقفين وغير المثقفين بصريا، فانا لا احب ان يقدموا اقتراحات في غير تخصصهم وكأن الفن البصري مجال مفتوح لكل من يريد ان ينتقد.
في القضايا التي تطرحينها في أعمال الفنية هل تفكرين بأن تبقى قضايا محلية فلسطينية أم ربما ترغبين بمعالجة قضايا عالمية؟
بالتأكيد احلم ان اكون فنانة عالمية بالمواضيع التي اعالجها، ولا ارى في ذلك تخلي عن قضيتي الفلسطينية، ففي النهاية أي عمل ساقوم بمعالجته هو عمل يلامسني أنا، وانا جزء من هذا المكان ومن معادلته.
فمثلا لو قررت ان ارسم نبتة الصبار بعيدا عن كل الرموز الفلسطينية التي تحملها بالتأكيد لن استطيع لان هذه النبتة لها تاريخ في هذا المكان، فانا من اكثر الفنانين الذين يخشون ويخافون الايقونات في أعمالهم الفنية، وفي حال أردت استخدمها فلا بد من اخذها الى مكان ومعنى جديد.
ما هو المشروع الفني القادم لمنال محاميد؟
حالياً اكثر شيء افكر فيه هو كتابي الذي يتضمن عدة قراءات ومقالات لأعمالي حيث يتضمن الكتاب عدة مقالات من باحثين اكاديمين من مجالات اكاديمية مختلفة سيقدمون قراءة في اعمالي، وهذا مشروع مهم جدا بالنسبة لي خاصة ان لدي احساس بأن اعمالي ليست من النوع السهل في القراءة.