Back to all Post

حوار مع الفنان البصري محمد جحا


مواليد غزة 1978
أجرته: نسرين عوّاد
• ما هي المراحل المبكرة من إكتشافك لموهبتك الفنية البصرية؟
هذا سؤال مهم حيث اعتبرها مرحلة مهمة في حياتي قبل دراسة الفن، كوني من جيل الانتفاضة الفلسطينية الاولى كانت اولى دفاتري الجدران في الفضاءات العامة، حيث كنا نخط عليها اللوحات والشعارات الوطنية، وفعلاً استمريت بالكتابة والرسم على الجدران لفترة معينة خاصة ان الشارع كان دفتره الجدران، الجدران التي كنت اسميها آنذاك دفاتر المجانين

• هذه الشعارات والرسوم التي كنت تخطها على الجدران ما هي ابرز الرموز التي كانت تتضمنها؟
اكثر شيء انا كنت معجب به من بين الرموز البصرية الفلسطينية هو رمز او ايقونة حنظلة لفنان الكاركتيور الفلسطيني ناجي العلي، بالاضافة الى صور الشهداء والشعارات الوطنية وكل ما يعبر عن الحالة النضالية الشعبية آنذاك.. الخ.
• متى بدأت بممارسة الرسم قبل وصولك الى هذه المرحلة من استخدامك للفن كأداة تعبير؟
بدات بالرسم حتى قبل أن التحق بالمدرسة أي في مرحلة الطفولة المبكرة، مثلاً في الصف الاول الابتدائي كانت اول حصة لي في الرسم واول لوحة رسمتها كانت بعنوان “جني البرتقال” وحتى اليوم أستطيع ان اتذكر اعجاب الاستاذ بلوحتي والعلامة العالية التي منحني إياها بالاضافة الى تصفيق كل طلاب الصف لي،وحتى ما زلت اذكر حتى مشاعري في تلك اللحظة.
ايضا في مرحلة الانتفاضة الاولى أي في المرحلة الاعدادية بالنسبة لي حيث كنت اتوجه الى جمعية الشبان المسيحية كخيار وحيد امام الشباب هناك لتلقي دورات في الفنون البصرية، ورغم انني لم التحق بها بشكل رسمي إلا انني كنت اراقب الشباب الاخرين وهناك تعرفت على تيسير البطنيجي كأحد المدربين وصديقي الفنان حازم حرب وآخرين من الفنانين البصريين، فأنا لم التحق بأية دورات هناك وانما كانت مساحتي للتعلم في الشارع.

• متى بدأت تتطور موهبتك بالرسم لتصبح اكثر احترافية من حيث الأدوات والفكرة؟
في المرحلة الاعدادية حينما كنت ارسم باستمرار برتوريهات القادة الفلسطينين ابو عمار وابو جهاد، تعرفت على صديقي الفنان حازم حرب تحديداً في عام 1996، وكان هذا اللقاء عن طريق اخاه الذي دعاني لزيارتهم والتعرف على اخيه الفنان وهو حازم حرب، وفعلا عندما التقينا اعجبت برسمه، لنصبح لاحقاً من اعز الأصدقاء حتى يومنا هذا.
كيف حافظت على موهبتك الفطرية بالفنون البصرية، وهل كنت مؤمن يومها ان تخصصك المستقبلي سيكون في مجال الفنون؟
لا ابداً، أنا كنت في حينها مشاغب ومتمرد جداً في المدرسة، وأكثر شيء كنت احبه في تلك المرحلة هو الرسم لدرجة أن الاساتذة اعطوني مفتاح المرسم في المدرسة، وفعلا كنت اتهرب من حصص الرياضيات وغيرها واذهب باتجاه المرسم.
في تلك الفترة اذكر ان الفن وتحديدا في الانتفاضة كان فن ايقوني ويتعلق أكثر بشعارات الفصائل السياسية والوطنية، اهم ما اكتسبته من تلك الفترة هو ممارسة الرسم على المساحات الكبيرة.
• اخترت ان تكمل دراستك الجامعية في مجال التربية الفنية لماذا؟
في عام 1997 التحقت بجامعة الأقصى تحديداً في مجال التربية الفنية، كون الجامعات في غزة لم توفر دراسة تخصص الفنون البصرية أنذاك، وانما فقط تخصص التربية الفنية، وعملياً لم يضيف التخصص لي شيء كونه بعيد نسبياً عن مجال الفنون البصرية، وكون اساتذتي آنذاك هم خريجون في مجال التربية الفنية وليس الفن، فطوال الفترة كنا فقط نرسم الطبيعة الصامتة ما اشعرني بالملل من السنة الاولى.
• كيف تطورت قدراتك لاحقاً؟
-تطورت قدراتي ذاتياَ من خلال محافظتي على ممارسة الرسم للعائلة والاصدقاء والاحباء بسبب ضبط الخطوط وحركة اليد… الخ.
• حدثنا عن مشروع تخرجك من تخصص التربية الفنية من حيث الموضوع والآلية؟
كان عبارة عن رسم لعدد من النساء الفلسطينينات اللواتي يعزفن على الات موسيقية مختلفة، والهدف منه كان اظهار دور مختلف للمرأة في المجتمع فعليا مشروع التخرج كان بعيد عن التعليمات التي فرضتها الكلية والاساتذة المشرفين ولكن كانت تلك رؤيتي آنذاك.
• بعد تخرجك من الجامعة كيف قررت المشاركة في جائزة الفنان الشاب التي تشرف عليها مؤسسة عبد المحسن القطان؟
بعد تخرجي من الجامعة لم يكن لي اسلوبي الفني بعد، وفي تلك الاثناء نفذنا ورشة في قرية الفنون والحرف في غزة ، وحينها بدأت بالبحث والتعمق في أدواتي البصرية وهناك اتضحت اولى ملامح اسلوبي الفني البصري الذي احب ان اسميه الاسلوب العفوي.
وبدات بعد ذلك بتطوير هذا النهج والاسلوب لغاية عام 2003، حيث شاركت في ملتقى فني في مصر ، وبعد ذلك شاركت ايضا في لقاء فني بصري ومشاركة فنية في اثينا حيث كانت المرة الأولى خارج فلسطين.
في ذات العام ذهبت الى اكاديمية ايلول الصيفية خالد شومان في عمان- الاردن، والتي تسمى اليوم دارة الفنون وهي عبارة عن مؤسسة تدعم الفنون البصرية، وهناك التقيت وتدربت على يد الفنان البصري السوري مروان قصاب باشي الذي أثر كثيراً في مسيرتي الفنية.
لقائي في تلك المرحلة بالفنان مروان قصاب باشي كانت مفصلياً في تجربتي الفنية وصقل اسلوبي الخاص وفعلا هذا الفنان اثر جدا علي وعلى اسلوبي الفني.
• ما هي اهم ملاحظات مروان قصاب باشي على اسلوبك الفني والتي تعتقد انها طورتك؟
كان يحثني دائماً على ضرورة أن اطور رؤيتي الفنية، وابحث اكثر واتعلم واطور ادواتي البصرية، وفعليا هو ن مدعمني جدا حتى بمشروعي الفني اثناء اقامتي هناك، في تلك الفترة كنت اكثر ميلاً الى المدرسة التعبرية المعتدلة، وكان اهم اشي بالنسبة الي ان اكون راضياً تماما عن عملي، وفعلا كانت تجربة جدا مهمة بالنسبة لي.
• ما هي سمات المرحلة بعد عودتك من اكاديمة أيلول دارة الفنون في عمان؟
عدت من هناك أحمل عدداً من الاعمال واللوحات وبدأت بتطوير تجربتي الفنية أكثر حيث ذهبت الى المخيمات في غزة حتى اعزز من الاختزال البصري في ذهني واقوم برسمه فيما بعد، في 2004عام تم نشر اعلان يدعو للمشاركة في مسابقة الفنان الشاب في مؤسسة عبد المحسن القطان، تقدمت إليه وبدأت بالعمل على مشروعي الفني الذي كان في مضمونه يتحدث عن الالعاب الشعبية، يعتمد على الحركة مقارنة بالالعاب المنتشرة بين الاطفال اليوم والتي تفتقد للحيوية.

كيف عبرت فنيا وبصريا عن هذه الفكرة وهي الالعاب الشعبية والاختلافات التي طرأت عليها بفعل تغير المجتمع؟
قمت آنذاك برسم ما يقارب الـ 500 اسكتش عن الالعاب الشعبية، من خلال تواصلي مع باحث في التراث والالعاب الشعبية، حتى أتمكن من رسمها كما قمت بشرح كل لعبة كيف تلعب فنيا وبصريا لدرجة أنني كنت أشعر باني اعيش داخل اللعبة، وحينها كنت ملتزم بالمدرسة الفنية العفوية وهي مدرستي في الفنون البصرية بالاضافة الى استخدام مواد أخرى كصناعة الدمى وغيرها، وحينها قمت بالاستعانة ببعض الحرفيين لصناعة هذه العناصر.
• هل يوجد لعبة معينة انت مارستها في طفولتك واعتمدت على ذاكرتك في تمثيلها فنياً وبصرياً؟
نعم لعبة “الجلول” او البنانير، هذه اللعبة رسمتها دون الاعتماد على اية مراجع وانما بالعودة الى طفولتي ومخزون ذاكرتي، كذلك لعبة “الحجلة” وهي لعبة ربما تمارسها الإناث أكثر من الذكور اكثر إلا انني كنت اشاهد اخواتي وبنات الجيران وهن يلعبنها.
• هل توقعت ان تفوز بالجائزة الأولى في مسابقة عبد المحسن القطان؟
ابدا لم يكن شيء متوقع نهائياً بالنسبة لي، حيث انني كنت افكر بالمشروع طوال الوقت وليس بالجائزة.
هلا وصفت لنا إحساسك عندما سمعت خبر فوزك بالجائزة الأولى؟
كنت متواجداً حينها في جمعية الشبان المسيحية مع الفنانين ماجد ابو شلا وشريف سرحان بانتظار النتائج وذلك لعدم تمكنا من الوصول الى الضفة الغربية ورام الله، وفعلاً عندما أعلنوا عن النتائج في رام الله اتصل بي الفنان هاني زعرب وهو أول من اخبرني عن فوزي بالجائزة الأولى.
احب أن اشير أنني وحتى اليوم اقول ان هناك فنانين شاركوا بالمسابقة افضل مني فالزملاء الذين تنافست وإياهم: ستيف سابيلا شادي الزقزوق ومهند يعقوبي وشادي حبيب الله محمد ابو سل محمد مسلم .
• بعد حصولك على الجائزة الأولى في مسابقة الفنان الشاب هل نظمت معارض فنية بعد مشروعك الفائز حبل غسل؟
فقط العرض الأول الذي أقيم لي في القطان وعرض آخر في مركز بيت السلام نظمته أيضا مؤسسة القطان في بيت لحم، بعد ذلك مباشرة قمت بالتقدم للحصول على اقامة فنية التي اعلن عنها القطان في 2005، وفعلا وقع الاختيار علي وسافرت الى باريس وكانت بداية التعرف على هذا العالم.
• ما هو مشروعك الذي عملت عليه اثناء فترة إقامتك الفنبة فب مدينة الفنون في باريس؟
كان مشروعي آنذاك عبارة عن مقاهي وتحديدا مقاهي غزة الشعبية والذي جاء استكمال لمشروع عمان الذي سعيت من خلال لرسم الاماكن الشعبية والعشوائية، وهذه المقاهي انا كنت قد صورتها فوتوغرافياً ولكن رسمها على اللوحة يأتي من بصيرة الفنان.
في عام 2005 عدت من باريس غلى غزة غلا ان الرياح لم تجر كما تشتهي السفن حيث كنت أنوي الاستقرار في غزة، غلا أن الظروف السياسية المعقدة في غزة من حيث الحصار الاسرائيلي، وإغلاق المعابر وحرب تموز بين لبنان واسرائيل، جعلت خروجي من القطاع عن طريق معبر رفح شبه مستحيل.
في عام 2006 وجهت لي دعوة من متحف روما للمشاركة في معرض فني جماعي انا وصديقي حازم حرب وفنانين آخرينن وحينها كان هدفي ليس فقط المشاركة وانما مغادرة القطاع ليكون تاريخ الـ 26 تشرين اول 2006 تاريخ وصولي الى روما.
في بداية حياتي في روما عملت على عملت غسل الصحون والجلي في المطاعم، وهناك بدات بتعلم اللغة الايطالية واستطعت الحفاظ على ممارسة الرسم في تلك الفترة بالرغم من صعوبة الحياة.
• هل تذكر في تلك الفترة من إقامتك في روما الاشياء او المواضيع التي كنت ترسمها؟
في تلك المرحلة كنت ارسم اي شيء في روما باسلوبي الفني العفوي ، حيث كنت اخرج من المطعم، واستمريت على هذا الوضع لمدة اربع سنوات لغاية عام 2010 حتى حصلت على الاقامة الفنية هناك.
• في تلك الفترة هل كان لك مشاركات بمعارض جماعية؟
كانت مشاركاتي محدودة جدا، حيث شاركت بمعرض جماعي في 2009، والسبب في ذلك أني لا املك اقامة ولا اوراق رسمية، اثناء تواجدي في ايطاليا قدمت مرة اخرى للحصول على لإقامة فنية في باريس، وفعلا حصلت علىيها وبقيت هناك ستة اشهر بلا اوراق رسمية، ما حول ظروف حياتي الى اوقات صعبة وقاسية جداً ، ما دفعني للتفكير بالسفر الى النرويج وطلب اللجوء وفعلا كان ذلك، ولكن بعد سنتين ونصف رفضوا طلبوا لجوئي.
في حينه كانت لي علاقة بشابة ايطالية كصديقة وكانت مطلعة على كل ظروفي فعرضت علي الزواج حتى تسهل من حصولي على الاقامة، وفعلا حصلت على الاقامة بعد سلسلة من الاجراءات الرسمية التي قمت بها لتكن هذه الطريقة مخرجي الوحيد من هذه الازمة.
ليبدا وضعي ومساري الفني بالاستقرار والنهوض في عام 2011 بعد استقراري نسبياً في ايطاليا.

كيف عدت من هذه المشتتات والصعوبات الحياتية للتركيز في مشروعك الفني؟
عندما كنت لاجئ في النرويج وغير مستقر كنت ارسم مشاهد للحرب على غزة آنذاك، وفعلاً كانت اعمالي من اجمل ما يكون حتى احجام اللوحات التي كنت أرسم عليها كانت أحجام كبيرة.
أول معرض اقمته في عام 2011 في ايطاليا واول تجربة حقيقية هو مشروع “احلام بالابيض والاسود” الذي كان يركز على معاناة الاطفال في الحرب الاسرائيلية على القطاع، حتى أنني تعرضت يومها لمضايقات من يهود اثناء تواجدنا في المعرض.
• ما هي الخامات والوسائط التي استخدمتها في مشروع أحلام بالابيض والاسود ؟
استخدمت في المشروع الوان الاكرليك، بالاضافة الى الفحم والرصاص، اما حاليا فانا أركز على الكولاج تحديدا القماش والوان القماش.
• حلم بالابيض والاسود كان مشروعك الفني البصري الاول من حيث البحث في التكنيك.. هل تشعر انه كان المشروع المفصلي في مسيرتك الفنية؟
هو كذلك لانه جاء بعد تحديات معيشية صعبة جدا مررت فيها.
• من الاعوام 2011 لغاية 2018 ما هي السمة الفنية الاكثر تميزاً التي اعتمدتها في اعمالك الفنية؟
اعتمدت اكتر على اسلوبي ومدرستي الفنية وهي المدرسة العفوية، والواقعية المبسطة ولجأت اكثر الى المشاهد الطفولية والتي تحمل حساً ساخراً من الثورة مثل ان يكون عازف قيثار وبجانبه شخص آخر يقوم يقصف قذيفة ار بي جي.
• هل شعرت خلال الثمانية سنوات بأن هناك قفزة في مسيرتك الفنية وانتاجك الفني؟
نعم المنفى هو افضل تجربة ممكن ان يعيشها الفنان، فهي اكثر تجربة ممكن ان تؤثر وتغير الفنان مقارنة بالشخص العادي.
• من بداياتك الفنية حتى اللحظة تذهب باتجاه المدرسة التعبيرية العفوية واحيانا باتجاه الواقعية المبسطة .. هذا التنقل في الاسلوب لمحمد جحا هل هو مدروس ام تلقائي؟
أود ان أقول لك بأن الفنان الاسباني بيكاسو كان يبحث، فالفنان غير الباحث وغير المجدد هو فنان فاشل .. الفنان الذي لا يبحث لن يكون هناك تطور في اسلوبه، وانا بالنظر الى تجربتي اجد ان التغير كان مترابط وفيه بناء واضح .
• ما الذي يقلق محمد جحا قبل ان يبدأ بعمله الفني سواء كان لوحه او كولاج؟
اكثر شيء يزعجني ويقلقني هو المساحة البيضاء لانها بتخوف، وفعلا لحظة وقوفي أمامها هي اصعب لحظة في عملي الفني فمواجهة هذه المساحة يدفعني دائماً للسؤال عما سأخلقه من هذه المساحة البيضاء.
• متى يتلاش الخوف لديك من هذه المساحة؟
يبقى الخوف مرافقني حتى اخر عمل في المشروع، لان كل عمل بالنسبة لي هو بمثابة مسؤولية، خاصة انني لا اخلق مشهداً قصصياً، فكل عمل له روحه الخاصة واسلوبه الخاص ولكن هو جزء من المشروع، اعتقد ان القلق هو حالة تنتاب الفنان طوال حياته.
• متى تعرف بان لوحتك او عملك الفني انتهى العمل عليه؟
انا احب ان اتعامل مع اللون كالصيدلي فكل شيء اضعه بمعايير مخبرية فاللون هو فيزياء بالنسبة لي، واشعر أن العمل على هذه اللوحة انتهى عندما ابدأ أشعر انه يخنقني، فالشيء الذي احبه ولكن اخافه في عملي هو الفراغ في اللوحة، فانا لم اقم حتى اللحظة بترك مساحاتي فارغة وانما افضل كثر ة العناصر لانها جزء من الحوار الذي يدور داخل اللوحة.
• ما هي المراحل التي تبني فيها اللون على اللوحة؟
على حسب المدرسة اذا اردت ان أعمل حسب الاسلوب الواقعي، فهذا لا يحتاج معادلة لونية على اللوحة اما الاسلوب العفوي فتكون اللبخات اللونية والطبقات اللونية جزء من العمل خاصة انني افضل طبقة اللون السميكة، فالمعادلة اللونية بالنسبة لي ترتبط بشكل وثيق بأسلوبي الفني.
• ما هو مفهومك كفنان بصري للجمال؟
مفهومي للجمال بعيد كل البعد عن الدقة والكمال والساذج، فالفنان ليست مهمته رسم الوردة بدقة عالية، فهذه الدقة لا تحوله الى فنان، فالفن بالنسبة لي عليه أن يخلق من القبح جمال فالمطلوب مني هو رسم الوردة كما اراها انا وليست كما هي.

• من الفنان الذي شكل قدوة لمحمد في مرحلة معينة من مسيرته الفنية؟
الحقيقة أنا أرى أن كل فنان له اب روحي، بالنسبة لي لم احب يوماً اعمال بيكاسو الا قبل ثلاثة ايام حيث زرت متحفاً وشاهدت له اعمالا لاول مرة اراها.. ما جعلني أحبه.
أما الاب الروحي الذي احببت اعماله فهو الفنان “سيواي توم ليه” هو فنان من اصول سوسرية واقام في امريكا وايطاليا، حيث تفاجأت بأن بعض اعمالي تشبه اعماله، فهذا الفنان مثلاً اعتبره من الرواد الذين طوروا من المدرسة العفوية، بالرغم من القوة الموجودة في اعماله.
• بالنسبة لموضوع بيع اللوحات والاقتناء ما هو موقفك من هذه المعادلة وما هي المعتقدات التي تتبنها في هذا الموضوع؟
انا أكون سعيد فقط عندما تذهب اعمالي الى مكان مهم مما لا شك فيه، فانا من الفنانين الذين لم يفكروا يوما بالمقتنى وماذا يرغب بالرغم من انني فنان اعيش من المردود المادي لفني، فانا أؤمن أنني اذا اصبحت اعمل لاجل صاحب جاليري او مقتني، بالتاكيد ستكون هذه بداية انيهاري.
اذكر في الآوانة الاخيرة طلبت مني صاحبة جاليري اجراء بعض الاضافات على احدى لوحاتي، فاقترحت عليها ان تقوم برسم لوحة واضافة ما تحب من اضافات، فأنا لست من الفنانين الذين يستقبلون اية توجيهات حول ما الذي يجب اضافته أو حذفه من لوحاتي.
• ما هو اقسى نقد لاعمالك الفنية تلقيته وأزعجك؟
مثلا احدهم اخبرني بأن اعمالي متشابهة فطلبت منه ان نقارن تلك الاعمال المتشابهة وشرحت له الاختلافات ، حقيقة انا ما يزعجني ليس النقد البناء وانما النقد بدون دراسة أو علم، عموماً في فلسطين وبكل بساطة لا يوجد لدينا نقاد فنيين محترفين، وهذا اثر سلبا على تطور المسيرة الفنية،.عموما لا يؤخذ النقد بروح رياضية أو رحبة بين الفنانين فالمعظم يأخذه على منحى شخصي وليس مهني.
• ما هو اكثر سؤال يستفزك او يزعجك من المتلقين حول اعاملك ولوحاتك؟
اعتقاد البعض بأن ما اقوم به مجرد خرابيش ..

• ما المكان الذي يطمح محمد جحا ان يرى اعماله الفنية فيها؟
انا اصلا ضد الجاليريات الخاصة وضد فكرة وان تكون اعمالي محصورة فيها، ما افكر به فقط ان تعيش اعمالي الفنية أطول سنوات ممكنة لان الفن هو جزء من التاريخ وكل لحظة تمضي على العمل تعزز من أنه جزء من تاريخ سواء شخصي او جماعي، فالمهم ان يتم استيعاب العمل وصدقاً لم افكر يوما بأن تكون اعمالي في متحف او غيره.
• هل يوجد لديك عمل فني معين لا تفكر ابداً ببيعه؟
نعم طبعا يوجد اعمال خاصة جداً بالنسبة لي رسمت نفسي فيها والبعض الآخر منها رسمت فيه تجارب جدا خاصة وبالتالي لن ابيعها خاصة انها خارجة عن اي موضوع.
لاقامة الفنية في هنغاريا اتخذت عنوان بلا حدود عنوان لها ما الذي ستقدمه تحت هذا العنوان؟
انا لن اتقيد حتى لو كان العنوان بلا حدود ..

Copyright International Art Colony © 2016-2023. All Rights Reserved

A Project By InterKulti Association For The Promotion Of Intercultural Dialogue

Privacy Policy / Terms of Use / Contact Us